الرئيسية الذكاء الصناعي ومساه... الذكاء الصناعي في الحرب النفسية: كيف تستغل إسرائيل التكنولوجيا ضد إيران

الذكاء الصناعي في الحرب النفسية: كيف تستغل إسرائيل التكنولوجيا ضد إيران

27/06/2025 34
الذكاء الصناعي في الحرب النفسية: كيف تستغل إسرائيل التكنولوجيا ضد إيران

الذكاء الاصطناعي في الحرب النفسية: كيف تستغل إسرائيل التكنولوجيا ضد إيران؟

أصبحت الحرب النفسية واحدة من أبرز جبهات الصراع بين الدول في العصر الرقمي، ولا سيما بين إسرائيل وإيران. ومع التطور المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، باتت إسرائيل من أوائل الدول التي دمجت هذه التقنيات بشكل منهجي وعملي ضمن أدواتها للحرب النفسية والتضليل الإعلامي الموجه ضد خصومها، وعلى رأسهم إيران.

أدوات الذكاء الاصطناعي المستعملة في الحرب النفسية

تعتمد إسرائيل على مجموعة متنوعة من أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي في عملياتها النفسية. وفيما يلي أبرز تلك الأدوات ووظائفها:

  • منصات التزييف العميق (Deepfake): تستخدم لإنتاج فيديوهات وصوتيات مزيفة تُظهر شخصيات سياسية أو عسكرية إيرانية وكأنها تصرح أو تتصرف بما يخدم أهداف الحملة النفسية.
  • تحليل البيانات الضخمة (Big Data Analytics): يتم جمع وتحليل كميات هائلة من البيانات المفتوحة والمغلقة على الإنترنت لرصد نقاط الضعف الاجتماعية والسياسية الإيرانية واستهدافها برسائل مخصصة.
  • روبوتات الدردشة الآلية (Chatbots) المدعومة بالذكاء الاصطناعي: تنتحل شخصيات حقيقية أو وهمية للتفاعل مع المستخدمين الإيرانيين على وسائل التواصل الاجتماعي ونشر الشائعات أو الأخبار المفبركة.
  • محركات توليد النصوص (AI Text Generators): مثل GPT-4 وأدوات مشابهة تُستخدم لصياغة محتوى دعائي باللغة الفارسية بدقة وسرعة كبيرة يصعب تمييزه عن المحتوى البشري.
  • أنظمة التوصية والاستهداف: تقوم بتخصيص الرسائل الدعائية واختيار الوقت الأمثل لنشرها بناءً على تحليل أنماط سلوك الجمهور المستهدف.

لماذا هذه الأدوات فعّالة ومميزة في الصراع الإسرائيلي - الإيراني؟

تتمتع هذه الأدوات بفعالية عالية لعدة أسباب:

  • الدقة والاستهداف: تسمح خوارزميات الذكاء الاصطناعي باستهداف فئات دقيقة داخل المجتمع الإيراني برسائل مصممة خصيصًا لهم، ما يزيد من تأثير الحملات النفسية ويضاعف فرص حدوث انقسامات داخلية.
  • التخفي والانتشار السريع: يصعب تتبع مصادر الحملات عندما تنفذها روبوتات ونظم ذكاء اصطناعي، كما يمكن لهذه الحملات الانتشار بسرعة فائقة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
  • إنتاج محتوى واقعي مقنع: بفضل تقنيات التزييف العميق وتوليد النصوص، أصبح بمقدور الجهات الإسرائيلية إنتاج مواد إعلامية تبدو حقيقية تمامًا للمواطن الإيراني العادي.
  • المرونة والتطوير المستمر: تتميز هذه التقنيات بإمكانية تحديثها وتطوير أساليبها بشكل مستمر لمواجهة أنظمة الرقابة والكشف الإيرانية.

نماذج تطبيقية من المواجهة السيبرانية بين إسرائيل وإيران

تشير تقارير عديدة إلى أن إسرائيل نفذت حملات رقمية باستخدام الذكاء الاصطناعي هدفت إلى زعزعة ثقة الشعب الإيراني بقيادته السياسية، مثل نشر شائعات حول صحة القادة أو الأوضاع الاقتصادية الداخلية. كما استخدمت حملات التضليل عبر حسابات وهمية لإثارة الجدل والانقسام على المنصات الفارسية، مستغلة ضعف قدرة بعض المؤسسات الإيرانية على رصد الهجمات الرقمية المتقدمة.

خلاصة

تظهر التجارب الأخيرة أن اعتماد إسرائيل على الذكاء الاصطناعي في الحرب النفسية ضد إيران يمثل نقلة نوعية في صراعات المنطقة. فهذه التقنيات توفر لها إمكانيات هائلة للتأثير غير المباشر، وتجعل من الجبهة الرقمية ساحة لا تقل أهمية عن ميادين المعارك التقليدية.


اكتب تعليق...